يقع الكثيرون في محرمات العمرة دون علم، فالعمرة في الاصطلاح الشرعي تعني زيارة المسجد الحرام، وفي حكمها هناك من يقول أنها واجبة مثل ابن حنبل والشافعي استنادا إلى قوله تعالى “وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ…” ومنهم من يرى أنها سنة مثل مالك ابن أنس وأبو حنيفة استنادا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سُئل عن العُمرة وهل هي واجبة قال: “لا وأن تعتمر خير لك
ولكن سواء كانت سنة أو فرضا فإن فضلها كبيرة للغاية، فالعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، وورد في سنن ابن ماجه عن النبي محمد أنه قال: “الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم” ومن الأحاديث أيضًا ما قله صلى الله عليه وسلم “من طاف بالبيت، لم يرفع قدما ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة”.
لذا فإن فضل العُمرة لا جدال فيه، فإذا التزم المعتمر بالأركان والمناسك وابتعد عن المحظورات والممنوعات فيها أخذ ثوابه كاملا بإذن الله
محرمات العمرة المشتركة بين الرجال والنساء
هناك في محرمات العمرة أمور محظورة على كل من الرجال والنساء بمجرّد إحرامهم وتمتعهم بالعُمرة، وهذه الأشياء وإن كانت مباحة لهما في الأوقات العادية، فإن الامتثال إلى أوامر الله تعالى ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم يفتح الباب على مصراعيه لعمرة مقبولة إن شاء الله، فما هي الأمور المحرمة على المعتمرين والمعتمرات؟
حلاقة الشعر أو إزالته بأي طريقة
وهذا تنفيذًا لقوله تعالى “ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله” فلا يجوز قص الشعر أو حلاقته نهائيا للمعتمر أو الحاج، وقد ألحق جمهور العلماء شعر الجسم عموما بالأمر وإذا قام المعتمر بهذا فعليه فدية إلا أن يكون التساقط بغير إرادة منه، كما يمكن نتف أو إزالة الشعر إذا كان وجوده يؤدي إلى أذى ولكن تجب عليه الفدية أيضًا
تقليم الأظافر
فيجب على المعتمر قص أظافره قبل الإحرام فلا يجوز له الأخذ بأي منها خلال إحرامه، أما إذا انكسر الظفر وقص الباقي فلا فدية عليه ولا يوجد تحريم، ولكن من باب أولى تقليم الأظافر قبل الإحرام
وضع العطور على الملابس أو الجسم
فلا يجوز للمعتمر التعطر بأي نوع من العطور سواء على الملابس أو على الجسم وسواء كانت برائحة هادئة أو قوية، ويُستثنى من هذا العطور التي اُستخدمت على الجسم أو الشعر قبل الإحرام، فتقول عائشة رضي الله عنها ” كنت أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم”، كما يُستثنى من هذا إذا كان الدهان لعلاج الجسم وكانت له رائحة، فلا يأثم هنا
الخطبة والزواج
فطوال فترة الإحرام لا يحل للمعتمر أن يتزوج أو يخطب أو غيرها من أمور، كما لا يحل له المباشرة بشهوة سواء بلمس أو تقبيل أو غيره، والمباشرة تعني لمس بشرة الرجل لبشرة المرأة بشهوة، وهذا تطبيقا لقول الله تعالى ” فل رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج” وأجمع العلماء أن الرفث من مقدمات الجماع، ويُقاس على هذا حرمانية الجماع خلال الإحرام
قتل صيد البر
فمن محرمات العمرة على الرجل والمرأة الصيد البري لتناول الطعام وذلك لقوله تعالى ” وحرِّم عليكم صيد البرّ ما دمتم حُرما” ويدخل حتى في هذا الإعانة على صيد حيوان للأكل ولو بالحيلة أو المشورة وغيرها، ولكن إذا تم اصطياده قبل الإحرام فلا مانع من تناوله، وقد قال بعض العلماء أنه يدخل في تحريم القتل أيضًا الحشرات والزواحف وغيرها إلا لمنع ضرر شديد
محظورات العُمرة للرجال
فهناك محرمات للمعتمر الرجل يختص بها دون المرأة وتتمثل في:
ارتداء الملابس المخيطة
والمقصود بها الملابس المفصلة على هيئة الأعضاء سواء الجوارب أو القميص أو البنطال والسراويل وغيرها، ولكن يجوز له شد حزام على وسطه، ويُفضل ارتداء نعلين فإذا لم يجد فيمكنه ارتداء خفين.
تغطية الرأس
فلا يجوز للمعتمر تغطية رأسه أو وجهه بشي ملاصق لهما مثل العمامة أو الطاقية أو منديل أو غيرها، ولكن يمكنه الاستظلال من الحرّ بشي بعيد عن رأسه مثل شيء ورقي أو الشمسية أو الخيمة أو غيرها.
محرمات العمرة للمرأة
هناك محرمات على المرأة المعتمرة أو تحذر منها إذا رغبت في نيل الثواب كاملا بإذن الله وهي:
الزينة والتبرج
ويدخل بها أي شيء يُستخدم للزينة سواء الحُلي أو الكحل أو الطيب أو الملابس المبهرجة الواضحة وغيرها، وقد تم استثناء خاتم الزواج من هذه المحرمات وهذا للمرأة دون الرجل
ارتداء النقاب والقفازين
فلا يجب على المرأة أن تغطي وجهها ولا يديها خلال الإحرام، ولكن يمكنها إذا مرّ رجال بالقرب منها وخافت من الفتنة أن تسدل خمارها على وجهها وإذا تركته فلا إثم عليها، والأولى عدم تغطيته على الإطلاق لأن إحرام المرأة في وجهها وكفيها.
وبهذا نكون تعرفنا على محظورات العمرة لكل من الرجال والنساء والتي يجب تجنبها حتى تكون العمرة صحيحة ومقبولة إن شاء الله، مع مراعاة أنه عند الوقوع في شيء من المحظورات السابقة بغير تعمد أو لعذر قوي فلا حرج ويمكن إخراج الفدية والتي تكون صدقة بإطعام 6 مساكين أو صيام 3 أيام أو نُسك بذبح شاة دون إثم، ولكن من يفعلها متعمدا فعليه إثم مع إخراج الفدية أيضًا.